المدينة في سكون ... أضواء معبثرة تعاكس الظلام ...غيوم تحجب النجوم ...القمر يصارع الغيوم كي يبدي وجهه لكنه يبدو باهتا من بعيد ...
الكل هنا ساكن وصامت ...الشوارع خالية اسواق مغلقة...
ابواب بيوتهم موصده ,لكن اصوات اقدامهم مازالت تدب في الشوارع وضجيجهم يملأ الازقة...صياحهم بكاؤهم ؛افراحهم ؛زحامهم ؛جرمهم ؛عدالتهم ؛وكل مايفعلونه بوضوح النهار يحفظها لهم الصمت...
أنهيت كتابة كلمتي حيث ألقاها عليهم في الاحتفال احتفالهم الاول في عيدهم الاول ويومهم الاول...طبعتها على الالة الكاتبه قراتها أمام المرأة وقبل النوم ايضا وانا اسير في الشوارع وقرأتها بين جدراني الاربعة ليشهد كل شيء بجزء منها...
جاء اليوم الاول في العيد الاول حيث الافتتاح الاول هيأت نفسي :لبست افخم ثيابي ووضعت اجمل ماعندي من عطور ثم ذهبت هناك فلم اجدهم ولم اسمع صوت الصمت الذي يعج بهمسات خلواتهم !وحتى منازلهم امست خالية ... لماذا تركوها اين رحلوا هل سيعودون الى مأوى ذكريات طفولتهم ؛صرخة وليد اول فرحتهم ؛اشتياق لاشياء فقيدهم ؟ كلها تركوها رحلوا مخلفين وراءهم رئحة الخمر النتنه ورائحة البخور المحترقه ودوي تراتيلهم يوم كانوا يسيرون بأتجاه واحد ؛غيبوبة واحدة... اين انا منهم هل يسيرون عكس اتجاهي ام انا عكسهم ...ألم أكن منهم ؟ألم ينجبوني هم وتركوني اسير وحدي في متاهة الايام يسخرون من كلماتي وهم من علمني الكلام ..سرت على خطاهم لكنهم ابتعدوا جلست مجلسهم انصرفوا عنه وتركوني وحدي مع انقاضهم وصدا كلماتهم ..هل أكون يوما مثلهم ..لماذا اذا يسألونني من انت ..ان لي نفس الملامح الم يعرفوني وتعرفوني انتم ؟انا رواسب آلامهم؛كلماتهم ؛ايامهم...لاتسألوا فأنتم تعرفون !انا من دفنتموه حيا مع القلم الصامت بكلمته المؤجلة...