الخميس، 5 سبتمبر 2013

ينامون ونحن نترقب


اعتدنا على اصوات دوي الانفجار, وفي كل مرة ينتابني خوف اكثر ,واسى على الضحايا الابرياء ,....الامس هزت بغداد بأربعة عشر انفجار سقطوا ضحايا دون ذنب ...وكأننا في طابور ننتظر دورنا .. اليوم ماتوا قبلنا ..وغدا نموت نحن مثلهم ...فهو سيناريست يتجدد "الخطة الامنية جيدة كل شيء تحت السيطرة " .. هذا كلام الامنيين في نشرات الاخبار .. اجل ايها المسؤول الكل بأمان .. هم هؤلاء اصحاب السيارات المصفحة وبمنطقة امنة محفوفة بالأجهزة الامنية وليس رعاياهم ...انا انظر الان الى افراد الشعب وكأنهم يتمنون ان تباح لهم سيارات مصفحة وزجاج لبيوتهم ضد الرصاص... ايعقل نعيش هكذا نسير بالشوارع وقلوبنا تخفق خوفا ان لايطالنا انفجار... وما يؤسفني اننا نتحمل الوقوف في زحمة الشوارع امام السيطرات ونتكبد الحر والتأخير نحاول ان نعقل بان هذا من مصلحتنا ,تفتش البيوت بين فترة وأخرى.. نستقبلهم بالليل والفجر وأي وقت يطرق رجل الامن بابنا ..لكن ايضا نموت غدرا على يد قاتل يتخللنا كالضباب كنت اسمع الاخبار وصور الضحايا جعلتني ابكي على حال بغداد وناسها ...ومن المفارقة اليوم وكيل وزارة الداخلية كان حاضرا على مدرجات ملعب الشعب يشجع مع المشجعون وفرح معهم بفوز نادي الشرطة جمل كل هذا لكن المؤسف هناك عوائل ناصبه العزاء لضحاياهم يجب ان يشاركهم سيادته عزائهم ...من يجدر به ان يحس بهم انا بنتهم وبنت بيئتهم ام صاحب السيارة المصفحة .

الجمعة، 30 أغسطس 2013

صرخة بلا صوت


انهمر المطر بكل غزارة غمرت المياه الشوارع ,عجلات السيارات تدور عنوة ,السائقون يقودون بتأني خوفا من الانزلاق 
لم اعد ارى... قطرات المطر الغزيرة بللت زجاج السيارة ,كنت جالسة في المقعد الخلفي محشورة بين حقائب احمل فيها امتعتي اعتز بها رغم عدم حاجتي لها الشوارع مزدحمة, الناس كلهم غرباء !منزعجون من المطر الذي يعيق حركتهم, عدا الاطفال فرحين بهذا العطاء السماوي ....دمعاتي كانت تباغتني حائرة الى اي مكان اذهب بسفري الطويل ..اي عنوان اعطيه للسائق كي ياخذني اليه لابد هناك نهاية بهذا الطريق... اجل سأعطيه عنوان أحط به رحالي مؤقتا قبل ان اكمل مسيري انعطفت السيارة نحو المكان المطلوب, ارتعد قلبي واختلطت مياه المطر بدموعي برودة جعلت اطرافي ترتعش وتخيلات متداخلة مع ذكريات قديمة ...هو نفس المكان الذي كنت اسكن فيه ..افزعني صوت السائق قائلا قد وصلنا..صحوت من غفلتي طلبت منه ان يساعدني بحمل الحقائب .. راح يحمل معي والمطر لازال ينهمر ثيابي طويلة اثقلتها المياه وكأنها مربوطة بحجر اجر بأذيالي مع الحقائب عنوه قال السائق ..الم يجدر ان يأتي من يساعدك, نضرت اليه, دون ان اجيبه لكن كنت احدث نفسي "هل تريدني ان اخبرك انني غريبة عن كل ممن حولي" وقفت امام الباب تذكرت لا املك المفاتيح فأنني تركت المكان منذ زمن ..رحت انادي للسائق لكنه ابتعد واخذ مكانه بين الزحام ...قررت ان اكمل طريقي, خرجت من صخب المدينة راجلة تباعدت الاضواء وتلاشت بيوتات ألمدينة بقيت وحدي انا وحقائبي اسحبها عنوة ...حل الغروب ,ونام النهار مودعا كل الاحلام التي طوتها الشوارع وأخمدها الغروب...لاحت لي اطلال بالطرف الاخر رغم تعبي لكني اجهدت نفسي كي اصلها لأنام ليلتي بأحد زواياها ..هاهي امامي لا تبعدني عنها سوى بعض من الامتار القليلة... تنفست قليلا وملأت صدري من الهواء المغبر دخلت المدينة المهجورة تنقلت بين دهاليزها لا اسمع سوى طقطقة تخرج من تحت قدمي بسبب الاحجار والأعشاب المتيبسة, صفير الهواء يخرج من بين جدرانها ,اطلال تبعث في النفس الرعب الممزوج مع الارتياح لخلوها.. لابد ان كانت هذه المدينة الخاوية تعج بالصخب البشري تأملت بها سمعت اصوات وصخب بين الازقة وضحكات وعتاب ومشاجرة بين التجار في متاجرها روائح زكية تخرج من البيوت نساء يتبادلن الحديث امام عتبات منازلهن, اطفال يلعبون بين الازقة ...اجل انها مدينة من زمن اخر لا اعلم هل دونها التاريخ ام خمدت بمقبرة النسيان الابدي ...بعض جيف الحيوانات متعفنة تبعث رائحة نتنة جعلتني احس بالغثيان وكثير ما تقيأت ,..طويت جسمي على احدا حقائبي ,وضعت راسي بين ركبتي ,وأخذت وضع الجنين ببطن امه, فكرت كثيرا بأوراقي التي تركتها بين طيات اغراضي قد تسللت كلماتها الرطوبة مثل ما تسللت خلسة على كل ايامي وأكلت منها كثير من الذكريات ومحتها... قضيت ليلتي وأنا بين النوم الذي اثقل كل قواي وبين الخوف من الاصوات التي تصدرها الخفافيش وهي تخطف من فوقي ...زاورتني الشمس في الصباح استيقظت, لكني لازلت متعبة فلابد ان اكمل طريقي وكلي اصرار ان احمل معي حقائبي انهكني التعب طريق طويل وكأن ليس له بداية ولانهاية يأس اطبق علي...قدماي بدأتا تتورمين من السير الطويل وبعض من اصابع قدمي تشققت وسال منها دم ممزوج بصديد تقيأتني كل الاطلال المنسية والأراضي المقفرة بقيت انا والطريق الخالية _اين تاخذني ومتى ينتهي المسير _الاتعلمين ان كثير منهم تاهوا هنا وضاعوا ودفنتهم الغبراء_هل هذا مصيري ايها الطريق دلني على مسار من وصل _كثير هم من مات دون ان يصل مقصده...على هذا الجانب كانت تستنجد لكنهم قتلوها دون من يسمعها احد ثأروا لشرفهم داروا ظهورهم وابتلعهم الظلام وغصت الارض من دمائها كنت اسمع للطريق اكيد انه يعرف كل من مر من هنا فلابد حاورهم مثل ما هو الان يحدثني عنهم _هنا سقط وابتلعه ضباب الاحلام كان قاصدا تغير حياته هاربا من جشع وظلم زمانه بقيت صورة عائلته مدفونة تحت ثرى هذه الارض الخاوية تعودت ان اراهم ميتون قبل ان يصلوا بعض منهم من كان يأتي وينصب خيامه مع اقاربه ويستقر لبعض الوقت وأيضا مات منهم الكثير _اتقصد ان هذا التراب الذاري هو ترابهم _لا اعلم اضن ان ترابهم لازال رطبا ولا اضنه يوما سوف يجف لان كل قصصهم لازالت حية ..ايعقل ان اموت هنا قبل ان ابلغ مقصدي؟..هل يوجد لي مكان اموت فيه بين من ماتوا قبلي؟.. هل سيحكي عني الطريق للقادمين بعدي ؟..اجهضت كل احلامي تجردت شيئا فشيئا من امتعتي وحقائبي وكأني استسلمت لمصيري لأترك الموت ينقض علي مثل تلك العجوز التي جلست القرفصاء في احد زوايا مخدعها واضعة رأسها بين ركبتيها وشعرها الفضي يغطيها ماتت دون ان يعلم احد كانوا الاطفال ينضرون اليها من خلال شروخ الجدران التي صدعتها السنين بلغت من الطريق الكثير هل اعود الى تلك الباب المغلق وإذا عدت اجده مفتوح ام لاألازالت جدرانه تعرفني هل رائحتي موجودة ام ماتت هي الاخرى كلماتي صرخاتي كم اطلقت من الصرخات بكت الجدران لها...برودة اثلجت جسدي المرتعد السماء ارعدت دون مطر او حتى رياح ...مزقت ثيابي ,هشمت اضلعي الحانية ,بكيت دون دموع ,صرخت دون صوت ,ركضت غاصت قدماي, سكون ,ضجيج ,اختلط كل شي رأيت النهاية اجل ابلغتها فرحت تمنيت لو الان املك صوت لأبلغت الطريق اني وصلت لقد كانت ارادتي اقوى من كل شيء_اه نهاية الطريق مطبق مع السماء خبرني ايها الطريق ارجوك اسمعني اهناك مجال للعبور حاولت كي اصل صوتي _اذا عبرت اين اصل هل اصعد السماء ام يكون الطريق منبسط نصفي ابتلعه التراب ونصفي الاخر لازال يلوح للطريق عله ينقذه او حتى يسمعه



الاثنين، 26 أغسطس 2013

الحرية مسؤولية


تحت عنوان اعطني حريتي سارت كثير من النساء بمطالبة الحرية وشكلت منضمات وأحزاب مناهضة لحرية المرأة وحتى في المشروع الانتخابي لكل مرشح يضع في برنامجه الانتخابي بند حرية المرأة وكأن هذه الحرية المنشودة كلمة يتزايد بها 
انا برأيي ان تتحر المرأة 
اولا ..من جعل الرجل المصباح السحري الذي يلبي طلباتها وهي الاميرة النائمة التي تنتظر اميرها 
ثانيا ان لا تخرج من قيود الكبت وتدخل تحت قيود الانفتاح كما وقعت به المراة الغربية عندما كانت تحت وطأة حزام الشرف الى الانفتاح الحالي وهو الاخر ايضا جعلها بالطريقة العكسية تماما لكن القيد واحد مع الاسف هناك من جعل في شخصية المرأة ازدواجية وتكبدتها المراة على مد الازمنة لكن كل على شاكلته ...الدين قيد المرأة بالكثير وجعلها مجرد ه من الكثير قيدها بقيمومة الرجل وتدخل تحت القيمومة كثير من البنود منها ولاية الرجل والميراث كحظ الذكر مثل حظ الانثيين والحجاب والشهادة كشهادة رجل ومرآتين والمهر وكثير من التشريعات التي تنص على ذلك مثل صوت المرأة عورة ويجب ان تحبس في دارها ووجوب الطاعة والكثير من هذه التشريعات الذي اوجدها الدين وبدورها حجمت من المرأة وتربت عليها بل يجب ان تعترف بها لكونه تشريع ديني 
نعم انها تشريعات دينية بلا منازع بل يجب ان نعلم بان جاء الدين الاسلامي ليلغي عصر الجاهلية ونحن الان نبعد عنه نحو 1430 سنة اذن يجب ان نعقل كيف جاءت التشريعات ومتى وعلى من حتى نستخلص منه الامور التي اصبح من الصعب سنها الان 
جاء الاسلام في زمن الجواري والإماء ووئد البنات فهل يجدر بنا ان نتعامل مع المرأة بنفس ما كانت عليه سالفا والجواب بالطبع لا 
اما من يعتقد من اوجد واعطا المرأة حريتها فهو خاطئ لو نتامل قليلا او نتطلع هل توجد رئيسة عربية او حتى غربية اما عربيا فهذا مستحيل اما بباقي الشعوب اذا اردنا ان نكون دقيقين فعدد ضئيل جدا 
لماذا هل منعت المرأة من المنصب كلا بل اعطيت حق الترشيح 
اذن هناك مشكلة بنفس المرأة هي ايضا تتحمل مسؤولية قيودها لان توجد مشكلة دفينة منها اذا ابدعت المرأة في اي مجال من مجالات العمل تتراجع خوفا منها ان تخسر انوثتها القصيرة الامد وبالأخر تخسر الرجل الذي تطالب حريتها منه وتريد ان تكون مساوية معه بالحقوق وإذا خسرت الرجل يعني تخسر حقها الطبيعي ان تكون زوجة وأم وربة اسرة 
اذن اذا اطالب بالمساواة يجب اولا ان اتحرر من كل القيود وان اجعل من قناعاتي ميزانا لحريتي مثلا اذا اقتنع بلبس الحجاب هذا ليس يعني ان اقيد وامنع من ممارستي حياتي مثل الرجل بعيدا عن "الاخطاء الذي يمارسها "
وبما ان في زمننا اصبح من السهل ان تخرج المرأة وتشتغل فلابد ان تتحرر من قيد المهر والنفقة 
وإذا اقتنع بان اخلع الحجاب فيجب ان اتساوى بالرجل دون ان ادخل تحت قيد كيف ان استقطب الرجل فإذا ارادت المرأة الحرية فلابد ان تكون حرة بداخلها قبل ان تتحرر من المجتمع 
ان تتسوى بالرجل بعيدا عن التعدي الفسيولجي والجيني 
فكلمة اعطني حريتي يجب ان نتعقلها قبل ان نطلقها وإذا اطلقناها هل تكون المرأة حرة بمجتمع ينظر لها مخلوق مجرد هدية للرجل ليمارس عليها رجولته بالعنف والاستعباد وأرضاء لغرائزه وبدورها هي تتحمل لأنها مخلوق من الدرجة الثانية 
مع الاسف مهما تقدم وتطور المجتمع لايدرك ان هناك اشياء دفينة متراكمة من الماضي الذي يعتقد قد تخلص منها 
انا اطالب بحرية المرأة وعدم التعدي على كرامتها وأطالب بالمساواة بعيدا عن كل القيود الذي تحجم من المرأة وان تكسر هي قيودها بنفسها ابتداء من داخل الاسرة لان اذا لايوجد حق لها داخل اسرتها لا تستطيع ان تطالب بحريتها حقوقيا وسياسيا كي يعترف بها المجتمع.

اجل انا مع من يطالب بالحرية واقف بجانبهم ..ونعم اعلم ان هذا الموضوع بات قديم ومن السذاجة ان اكتب عن موضوع له قرون يتشاطرون به وليس بالجديد لكن سؤالي هنا اي حرية اطالب بها لازالت هناك حلقة مفقودة وشيء منقوص يجب ان تبحث عنه المرأة بنفسها متى اكون حرة ؟.وكيف وممن اطالب فك قيودي؟. وعن اي حرية ابحث ؟.وهل هدف حريتي هي فقط من الرجل ام المجتمع وهو كذلك يمثله الرجل في بلداننا الشرقية وهل تخلصت المرأة الغربية من عقدة الحرية وأطلق صراحها وهل المرأة هي بذاتها حرة ام بداخلها طابع من الطابع المهزوم المستسلم ام تكون بالأساس مخلوق من الدرجة الثانية لاتتحمل المزيد وفي نصف الطريق تقف وتتهاوى وياتي دور الرجل القادر على كل شي يأخذ بزمام الامور فإذن الاجابة عن هذه الاسأله يجب ان يكون له بحث طويل من خلال دراسة طبيعة المرأة وكيف ثارت على واقعها على مد العصور وكيف هي الان وما هي الاسباب التي ادت بجعل المرة تحت وطأة القيود وبالأخر اضطرها للمطالبة بحريتها 


الأحد، 20 يناير 2013

غيبوبه


برودة قارسة ..كان يسير بعجل كي يعود الى منزلة لينعم بالدفيء يلملم اصابعه ويدسها في جيبه ..قد تصلبت من شدة البرودة ..قطرات من المطر المتناثرة  بللت معطفه ..ويعتمر قبعة صوفية هي الاخرى قد بللها المطر... ها هو جاره احمد يستقبله بابتسامة  اجابه بمثلها..
 دخل بوابة بنايته  ترجل السلم مسرعا فهو يسكن في الطابق الثالث توقف برهة ؟.. تسلل خوف قلبة الاهث من التعب ..استغرب لما رءاه اين الشقق ؟..صار يحدث نفسه بصوت عالي بحالة هستيرية دوار اجبره على القيئ ,تلفت في جميع الجهات راح يصرخ بأعلى  صوته "الامن احد هنا ...منى ...ابراهيم...لطيف ..اولادي اين انتم ؟..الا تسمعونني؟.."  انهار في مكانة وغمرت عيناه بالدموع تهاوت قواه لكن سرعان ما راح يواسي نفسة اني  "دخلت بناية خاطئة علي دخلت البناية المجاورة لأذهب الى بنايتي اضنها قريبة من المكان "
نزل  السلم يا "الهي لما هكذا قد طال ؟..انا لم اتعدى الطابق الثالث" ركض وركض دون جدوى, صوت بكاءه ارتفع مع كلمات غير مفهومة دخل الممرات ضرب بقبضة يدية على الجدار الموصد في المكان الذي كان من المفروض ابواب الشقق ..
وهو يرتجف ويصرخ .."هاتفي اجل سأتصل على زوجتي" تفحص معطفه  لم يجده .."رباه لقد نسيته على السرير قبل ان اخرج صباحا "
جلس متعبا بأحد الممرات الباردة خاليتا من اهلها وصيحات الاطفال حيث كانوا يلعبون بين دهاليزها ..وهمسات العشاق المدفونة بين طياتها ..
تعب لا مبرر داهم جسده ...التحف بلحاف الذكريات وحرارة دموعة اشعلت بقلبه جمرة الحنين ..
صمت رهيب وسكونا قاتل يكبت أنفاسه..
 يستمع من خلف الجدران عله يسمع صوتا !..لا يسمع سوى صيحات ذكرياته تنبعث مع رنات دقات  قلبه ..
استسلم  لقلة حيلته ويدور في خاطره بيته واطفاله يسمع اصواتهم من حوله ضحكات زوجته وهي تداعب خصلات شعره ..
يبتسم وهو يمسح دموعه لابتسامة ابنته منى وهي تندس تحت غطائه وتحضنه بيدها الصغيرة ونبراتها المتهاوية وهي تنطق" بابا" فهي لا زالت تحبو ولا تعرف من الكلمات سوى بعض منها تدل على اسماء اسرتها ..
ايقظه من سبات ذكرياته الم وانقباضات في صدره ودوين وكلام بات للوهلة الاولى غير مفهوم ؟..ارتباك احدهم وهو يصرخ توقف عن الصعق الكهربائي لقد نبض  قلبه ...صورة مشوشة بين غيبوبة دامت نصف ساعة وبين طاقم الاطباء فيما حوله قد استنزفوا كل طاقاتهم  لانقاذه بالكاد يتعرف على كلماتهم ادرك انه في غرفة الانعاش توسطها  سريره .. طاقم من الاطباء والممرضين واجهزة طبية تحاصره ودوي من خلف الباب يسمع افراد الشرطة يتحدثون عن الحادث الذي الم به ودمار سيارته بالكامل.. اراد ان يتنفس لكن كان هناك حاجز ليس من السهل تجاوزه تلاشت اصواتهم بالتعاقب وبدئت اطرافه بالبرودة اشكالهم بانت كالطيف امام عينيه المغمورة بالدموع ثقل اجثم على صدره دخل في فضاء لامتناهي استسلم وهو يودع روحه وينام نومته الابدية عندها ادرك انه راحل الى طريق أللاعودة  

الجمعة، 13 يناير 2012

لاتسيؤا للثورة الحسينية


اجتمع العلماء على ان شرخ الراس بالقامات ما يسمى بالتطبير بانه جائز بل مستحب ....استوقفتني هذي الفتاوى وثار عندي تساءل كبير هل مات الحسين لآجل ان نطبر ولهذا اهتم به العلماء ؟؟مستحب اللطم مستحب التطبير مستحب تشريح الاجسادبالسكاكين او الضرب بالزنجبيل
اذا اين واقعة كربلاء اين رسالتها نحن كل عام نسير على الاقدام مسافات طويلة ونتقاتل على زيارة الحسين نبذل المال والمواكب على طريق كربلاء في خدمة زائري الحسين ونوزع اصناف الطعام حتى صار زائدا عن حاجة الزائر.... تتوشح المدن بالسواد وترفع رايات بشتا الالوان هل هذه هي الرسالة لا اضن اضنها اعمق من هذا بكثير
يؤلمني عندما ارى هذي المناظر اطفال تطبر ولا تعلم لماذا ؟؟
اجل لم يمت احدا بالتطبير بل هذا يقلل من قيمة الثورة
لم يقتل الحسين مظلوما بل قتل لآجل قضية ولنصرة الاسلام
لم يكن يستعطف قتلته كي يعطوه ماء لعياله كان يعلم انه خارج للقتال ولم يطلب منهم السماح بان يودع زينب وأطفاله فهو خارج بصدر عاري بكل بسالة
لا يهاب القتل بل هو مدرك بهذا
اعجب على من يصدق كلمات شاعر الذي ينسج فيها قصص غير واقعية بل تصل الى درجة الا وعي بموقف الحسين انا هنا ليس بصدد الدفاع عن الحسين .
لكن انا بموقف الدفاع عن الذين تصلهم الامور بصورة مزيفة من اجل مصالح ؟
ليس مصلحة التشيع ان يحجم عقول الناس بل من مصلحته ان يوعيهم من اجل دينهم الذي بات الدين ودخول الجنة فقط اذا لطمت, او بكيت ,على كلمات منسوجة بشكل لطيف تهز العواطف
الشيعة كلمة تدل على ان نكون من شيعة اهل البيت
واهل بيت الرسول هم امتداد لتعاليم الرسول والرسالة ولا اظنهم يشجعون على ان نفعل امور ابتدعت  منذ زمن ولا نعلم اوحتى لم نسمح لأنفسنا البحث عن مدا صحتها
حضرت الكثير من المجالس الحسينية منذ طفولتي الى ان كبرت لم اسمع كلام غير البكاء على العطش والاستعطاف واللطم بطرق محزنة لمسلم ان يفعلها ...لم اسمع لما قتل الحسين! وكيف كان موقفة الباسل
كلمة زينب لها رقي تبين اصالة ال الرسول لكننا لم نسلط الضوء على أي من المواقف الشجاعة بل بالعكس نبكي لان قتلوا عطاشا نبكي لان النساء سبت  نبكي لان حرقت خيامهم.... اذا اي عظمة لهم حيث انهم مؤمنين لدرجة لا تهزهم ما فعل بهم
مع الاسف اقولها كل عام عندما ارى شيعتهم يقللون موقفهم بأمور غريبة
اتسائل لما نبذل كل هذا المال ولدينا جياع ينامون دون اكل ؟...نمشي نحضر المجالس وكثير منا لا يعلم كثير من امور دينه
احزنني خطيب يضهر على الفضائيات ولمدة طويلة من محاضرته لا يتكلم بها سوى اذهب وزور العباس, كي يعطيك ما تريد ,اذهب سوف يشفيك
العباس اعطانا درس كبير ونحن متجاهلين أهمية ما فعل ونحجمها بصور من خيالنا اجل عنده كرامة من الله لكن لأنه صالح وعمل بإمر دينة على منهج صحيح
وانا  اظنه لم يقتل لا جل ان نذهب لنزوره فقط بل لأجل ان نعلم ان الدين يجب الدفاع عنه وان نتكاتف لنصرته ناخذ ثأرنا من من ... هل لدينا شجاعة كافية ان نخرج اليهود من فلسطين لانه غاصب حقها وقتل اطفالها هل لدينا شجاعة نقول كلمة حق
استسمحوني لا اظن


الخميس، 15 ديسمبر 2011

من هو الغريب

كم اخاف عندما تشرق الشمس.. لانها تظهر كل ماخباه سواد اليل اشعتها تخترق اقنعتهم وتبان وجوههم المخيفه طبولهم تقرع واصواتهم تتعالا,ضجيج يعج افاق المعموره ,اخاف نظراتهم ,فضوء الشمس تجعلهم يبصرون... يدمرون كل ممن ينضرون اليه... اخاف كلماتهم الجارحه اخاف تسكعهم كالبلهاء المجانين اكره رائحة النهار رائحه مزيجة من لعاب ودم ....اخافهم عندما يبتسمون فتبان تكشيرة انيابهم اخافهم عند المغيب قبل ان يهدء ضجيجهم وقبل ان تاتي كلمات الصمت اخاف زوايا حجرتي اخاف صرخات جدرانها حيث اتالم من اصواطها ,تعفنت اطرافي من كثرة الجلوس في مضجعي حيث نخرته الالام السنين ...من اين اتيت ؟..هل اتيت  من رواسب الايام الباليه ؟...لماذا اعيش معهم !..لاني لم البس قناعا مثل اقنعتهم فكلهم ضائعون في متاجر الاقنعه يتبضعونها بكثره لانها سريعا ما تبلا .....اخاف همساتهم قبل ان ينامون فلها دوي مخيف

الخميس، 28 يوليو 2011

الخطيئة

اشجار باسقه نسمات لطيفة تداعب الاغصان هدوء وسكون يعارك صوت زقزقة العصافير سماء صافية وبعض من الغيوم العابرة متناثرة هنا وهناك صرير عالي ينتصر على الصمت يصدر من بوابة كبيرة سوداء يسحبها بعجله رجل يرتدي زي الحراسة ..ومن ثم تخرج ام عصام تسحب عربة للنفايات لترميها في الحاوية القريبة من الدار سرعان ما رجعت القت التحية على الحارس يرد عليها وهو مهتم بحمل خرطوم الماء خرج به خارج البوابة, فبادرت ام عصام وفتحت صنبور الماء التفت اليها وشكرها بأيمة بعينه ,راح الماء يتدفق بقوة وبدء يصب على الاسفلت امام الدار, حطت بعض العصافير لترتشف من الماء بمناقيرها الصغيرة وسرعان ما تطير خوفا من الحارس ....
بدأت محركات السيارات تعلن عن بدء العمل وعن صخب النهار الكل راح يتحرك كسرت هيمنت الصمت..الأصوات تعم الاجواء آتية من كل مكان من اقدام المارة من صخب المعامل وحتى البيوت تصدر اصواتا مختلفة ..الأطفال يركضون لان صوت بوق الحافلة يناديهم ليقلّهم الى مدارسهم ,خيوط الشمس راحت تزاور البيوت لتتخلل النوافذ .خرجت امرأة من الدار تعلو عينيها نضارة تبدو على ملامحها الجدية المفرطة يقف خلفها طابور من الاطفال جميعهم من فئة عمرية واحدة ...
اقتربت حافلة من الدار لتقلهم الكل صامت الا صغيرة تقف خلف الطابور دموعها تنهمر بكثافه وصراخها جعل الاطفال ينظرون اليها بنظرات خائفة وفيها حيرة واستنكار صعد الجميع بانتظام تحركت الحافلة حيث المدرسة ...بقي الدار خاليا الا بعض من المربيات والعاملات يوظبن الاسرة ..راحت ام عصام توجه تعليماتها للعاملات وماذا يعددن من طعام للغداء حينما يعودوا الاطفال من المدرسة ..
اشتدت حرارة الشمس في منتصف النهار حرارة جعلت كل شيء ملتهب بدأوا الناس يشعرون بالتعب وشارفوا على نهاية اعمالهم ازدحمت الشوارع بالمركبات عاد الجميع الى منازلهم ليسكنوا ولينعموا بالراحة بعد فترة صاخبة من العمل والالتزامات ...وقفت الحافلة فتح الحارس البوابة ليدخل الاطفال نزلوا جميعهم على شكل طابور دخلوا الدار كل يعرف مكانه ..نزلت فاطمة هي تلك الصغيرة التي غرقت عيناها بالدموع تنزل من الحافلة منهكة متشبثة بيديها الصغيرتين بيد المسؤولة فاتن هي الاخرى بان عليها التعب ترفع يدها لتمسح نظارتها وشحتها قطرات من عرق جبينها القت التحية على الحارس ونبهته بان يغلق البوابة جيدا ولا زالت فاطمة تتنهد ومتمسكة بقوه بيد فاتن ..الجميع تهيأ الى الغداء بعد ان غيروا ثيابهم وتجهوا نحو المطبخ حيث تتوسطه طاولة كبيرة دار الاطفال من حولها اصدروا ضجيجا بسحبهم الكراسي ,ارتفع صوت فاتن موبخه لهم اريد نظام لاستصدروا اصوات مزعجه هيا اجلسوا وتهيأوا للطعام وعادت وصرخت بصوتها المختنق العال لا تتكلموا.. كم من المرات قلت لا اريد حديث عند الطعام من يتكلم فليخرج ويحرم من وجبته خاف الاطفال وسكتوا لكن نظراتهم بقيت تتكلم وقلوبهم تنبض بسرعة تعبر عن الخوف الجارف بأجسادهم الصغيرة والنحيلة انتهوا من الاكل انفضت اطباقهم وكأنهم متفقين على انها يجب ان لا تفوتهم ,ما زالت وجبة العشاء بعيده وقفوا طوابيرا امام دورة المياه وكأنهم عسكر بحجوم صغيرة وبراءة صافيه صرخات المربيات راحت ترتعد في اذان الصغار وهي اتية من كل اتجاه من اروقة الدار...
اسكتوا اذهبوا الى مخادعكم لا تتشاجروا النظام ...النظام ....النظام
نظام قاتل تعود عليه هؤلاء الصغار الخوف ينتصر على كل شيء في قلوبهم لا يستطيعون ان يمارسوا طفولتهم كباقي الاطفال ,لا يخرجون ليلعبوا الكرة خارج منزلهم, ولا يتعرفون على اصدقاء خارج هذي الجدران العالية ,وتحت وطأة الحراسة المشددة من كل جانب ومكان... حياتهم تسير على الدقائق والساعات لباسهم زي موحد ليس من حقهم ان يختاروا ويشتهوا وان تعبوا وحزنوا لا يجدون الحضن الدافئ ليحضنهم كل ينطوي على الامه ويتخذ من سواد الليل وسيلة له طفولة باردة ودار خاوية رغم امتلائها بكل هؤلاء الاطفال والعاملين !..سكون قاتل يخيم على الدار لا يخرج منها سوى صوت مكيفات الهواء...
المنازل المجاورة للدار فيها روح رغم انها ليس بمستوى حداثة الدار لكن لها ضحكات ترتفع ..
مرح اطفال ..
ورائحة حلوا تخرج من فرن ..
رنين هاتف ..
او نداء جاء بابا ..
شجار اخوان ..
و...و...و...و...و
كل هذا الذي يجري في الجوار يفتقده الدار لان هؤلاء اطفال الخطيئة هم لعنة اتية من السماء ....
وقفت سيارة اجرة نزلت منها فاطمة ..عمال بناء كثر ومجرفة وصوت مطارق اندهشت!!! احست بان الامل الذي عاشت تترقبه طوال حياتها قد تبدد غربة اخرى ستعيشها غربة اليأس الابدي ..انحدرت دموعها بصمت وقفت امام ركام الدار تحدث بقيا من زمن ولى عذرا يا اختي هذا اخر عام ازور به الدار الذي عشنا طفولتنا به لا استطيع ان اسأل عنك هذا العام لقد هدم الدار عشرون عاما وانا لا امل من السؤال عنك ما زالت تحضرني ذكرى يوم فراقنا ما زالت اناملك التي كانت تتمسك بي يقوه عندما ابعدك الزمان الجائر عني احس بها .. سمعتهم عندما اشاروا عليك نريد هذه الفتاة لنتبناها اخافني كلامهم وارعد كل ما في داخلي جاء اليوم رحلتي تركتيني اعاني برودة ايامي..
بعدك رحلت احلامي وعاشرتني الالام بكيت ,خفت ,صرخت, ناديت, توسلت ,لم يشفع بكائي ولا توسلاتي ولا كل انيني عانقت بقايا ذكرياتك عانقت سريرك الخالي انت توأمي فلنا نفس الملامح طالما كنت اقف امام المرآة لأرى وجهك
ها هو الدار قد هدم على كل ذكريات طفولتنا يقولون سوف يبنون عليه ملاهي للأطفال سوف يمرحون ويلعبون على أرض حرماننا ........

صعدت فاطمة السيارة ورحلت تواجه مصيرها فهي لازالت بنت الخطيئة فلابد لها ان تعيش غربة دون اهل ولا من يعاشرها فما زالت السماء تلعنها رحلت وبقت تسأل بسؤالها الازلي من انا ماذا فعلت لمَ هذا العقاب خطيئتي اتيت انا وأختي دون ان نعلم وافترقنا دون ان نعلم يا لسخرية الزمان سوف نموت دون ان نعلم ؟؟....